تعد صناعة المنسوجات التي تنتج الملابس ثاني أكبر صناعةً ملوثة للبيئة على الكرة الأرضية، إذ إن المخلفات النسيجية تشكل ما نسبته 5% من المكبات في العالم، لذلك أصبحت إعادة تدوير الملابس وإعادة استخدامها أمرًا أساسيًّا في حماية البيئة، إضافة إلى أهميتها الخيرية والاقتصادية، وفي هذا المقال سنتناول طرق تدوير الملابس على مستوى المجتمعات والأفراد.
خطوات تدوير الملابس
1- التوعية بأهمية تدوير الملابس
إذ يجب أن يعرف الأفراد في المجتمع دور إعادة التدوير في إنقاذ البيئة عبر الوسائل الإلكترونية والواقعية، وذلك لتشجيعهم على التبرع بالملابس القديمة غير الصالحة للاستخدام مجددًا لمؤسسات إعادة التدوير المعنية.
2- تجميع الملابس المراد إعادة تدويرها
وذلك باستخدام الحاويات المخصصة، والتي يكون من المثالي وضعها في مجمعات المحلات التجارية والحدائق.
3- تصنيف الملابس
إذ يجب تصنيف الملابس إلى ثلاثة أقسام؛ أولها الملابس القابلة لإعادة الاستخدام، والملابس القابلة للتحويل إلى أقمشة، والألياف، وعادة ما يصنفها الخبراء يدويًّا؛ لأن معظم آلات إعادة التدوير لا تستطيع حاليًّا التصنيف بكفاءة، وتجدر الإشارة إلى أن نصف الملابس المتبرع بها تكون قابلة لإعادة الاستخدام.
4- معالجة الملابس وفق المواد المصنعة منها
عادة ما تحتوي الملابس على بلاستيكيات صناعية ومواد طبيعية قابلة للتحلل كالقطن، وفيما يلي عرض لبعض التفاصيل عن إعادة تدوير المواد المختلفة:
الأنسجة الطبيعية
يعاد تدوير الأنسجة الطبيعية وفق الخطوات التالية:
- تبدأ عملية تدويرها بتصنيفها وفق لونها لتجنب استعمال المواد الملوثة المستخدمة في إزالة الأصباغ عنها.
- تقطّع الملابس لألياف صغيرة الحجم وتخلط مع أليافٍ أخرى معينة وفق المنتج النهائي المرغوب فيه.
- تنظف الألياف وتغزل مع بعضها.
- تُضغط الألياف مع بعضها لتستخدم في صناعات متعددة، كصناعة فرشات النوم وحشوات الأثاث والسيارات وغيرها من الصناعات.
الأنسجة الصناعية
تختلف إعادة تدوير الأنسجة الصناعية كالبوليستر عن الطبيعية، إذ إن العملية تبدأ من إزالة السحابات والأزرار عن الملابس قبل تقطيعها، ثم تقطّع البلاستيكيات إلى حبيبات متكتلة على بعضها.
أفكار لإعادة تدوير الملابس
يستطيع الأفراد التبرع بالملابس القديمة الصالحة للاستخدام أو المهترئة، إذ إن هذه الأقمشة تستخدم في صناعات متعددة، وتتعد أفكار إعادة التدوير للملابس، وفيما يأتي عرض لأبرزها:
الملابس غير القابلة لإعادة الاستخدام
تصاب الكثير من الملابس بالاهتراء بشكل يجعلها غير صالحة للارتداء مجددًا، وتقترح عدة أفكار لإعادة تدويرها، وهي كالتالي:
- التبرع لبنوك إعادة تدوير الأقمشة والنسيج المنتشرة في الأماكن العامة خاصة في المحلات التجارية والمجمعات.
- صناعة الخرق والفوط المنزلية التي تستخدم في تنظيف مختلف الأجزاء في المنزل، مما يساهم في تقليل رمي الأقمشة في القمامة.
- صنع قناع وجه قابل للغسل بدلًا عن الأقنعة البلاستيكية الملوِّثة للبيئة، كونها غير قابلة للتحلل، ويمكن صنعها من خلال اتباع الخطوات التالية:
- قص قطعة من القماش إبعاد تساوي 19 سم في 30 سم.
- طي القطعة القماشية إلى منتصفها طوليًّا، مع الحرص على جعل وجهها المعاكس إلى الأعلى.
- طي القماشة طيتين طوليًّا ليكون عرض كل طية 8-9 سم، ثم يجب كي الطيات لتثبيتها.
- وضع مطاطتين بطول 15 سم على طرفي القماشة من الداخل بشكل يجعل بداية القطعة ونهايتها المطاطية باتجاه الطرف.
- خياطة طرفي القطعة القماشية بإحكام.
- قلب القماشة من الداخل إلى الخارج للحصول على قناع الوجه.
- إصلاح الملابس الأخرى التي تفقد جزءًا بسيطًا منها كفقدان زر أو غيره.
- التبرع بالأقمشة المهترئة لملاجئ الحيوانات التي تحتاجها للاعتناء بالحيوانات.
الملابس الصالحة لإعادة الاستخدام
يتخلص الأفراد من ملابسهم الصالحة للارتداء لعدة أسباب؛ فمنهم من لا يرغب بارتداء ملابس بعد فترة معينة، أو أنها أصبحت قديمة الطراز، أو أنها أصبحت غير مريحة، وعادة ما يشير عدم ارتداء ملابس لمدة سنة إلى ضرورة التخلي عنها، وفيما يلي أفكار تساعد الفرد في إعادة تدوير الملابس الجيدة بدلًا من رميها وتلويث البيئة:
- التبرع بالملابس لمحلات الملابس الخيرية أو الملاجئ الخيرية.
- التبرع بالملابس لمجالس البلدية في حال توفر برنامج تجميع الأقمشة.
- إعطاء الملابس لأفراد الأسرة الأصغر عمرًا بعد غسلها وإصلاحها قدر المستطاع، أو تبادل الملابس مع الأقارب لتشجيع الآخرين على إعادة تدوير ملابسهم بدلًا من رميها.
- تأجير الملابس المميزة، مما يتيح فرصة الاحتفاظ بالملابس مع الاستفادة المادية منها.
- عرض الملابس للبيع محليًّا أو باستخدام المواقع الإلكترونية المخصصة لهذا الغرض، خاصة ملابس الأطفال التي لا تستهلك كثيرًا ولا تهترئ بسبب استخدامها المحدود.
- التبرع بالملابس للمحلات ذات العلامة التجارية التس اشتريت منها، إذ إن بعض العلامات التجارية تتيح هذا الخيار مقابل الحصول على خصومات؛ وذلك لتشجيع الأفراد على التبرع بالملابس وإعادة تدويرها.
أفكار فنية عملية لإعادة التدوير
يمكن للفرد أن يصنع العديد من الأمور المفيدة والجميلة من الملابس القديمة، وفيما يلي اقتراح لبعض الأفكار:
- استخدام جيوب البناطيل كحافظات للأقلام والمقصات.
- استخدام القمصان الرجالية لصنع فساتين، كونها ذات طول وعرض مناسبين للفتيات بالأعمار المختلفة.
- صنع المجوهرات المختلفة من الأقراط والقلائد من الأقمشة.
- صنع أغطية وسائد وطاولات مميزة لحمايتها من الأوساخ، وإعطائها منظرًا مميزًا، أو استخدامها في صنع أغطية الأسرة أو غيرها من الأفكار.
- الحصول على قطع ملابس جديدة من القديمة من خلال صنع رقع منها لتزيين وترقيع الملابس خاصةً الممزقة منها، أو تلوينها بالتقنيات المختلفة.
أنواع نفايات الملابس الناتجة من الأنسجة
ازداد إنتاج الملابس واستهلاكها في الخمسين سنة الماضية، وتنتج صناعة الأقمشة الكثير من الفضلات في أثناء إنتاجها وبعده، وتصنَّف النفايات على النحو التالي:
- نفايات التصنيع: وتتضمن هذه النفايات الملابس التالفة وذات العيوب، وحواف النسيج وحواشيه، وبقايا القماش بعد قصها، حيث إذ القص ينتج 15% من فضلات تصنيع الألبسة، وعادة ما يسهل تدوير الملابس المصنعة من المواد الطبيعية كالقطن والحرير والصوف كونها قابلة للتحلل، أما بالنسبة للملابس المصنعة من الأنسجة الصناعية فعادة ما يعاد تدويرها من خلال استخدامها في الصناعات الأخرى كما في الأبنية أو في العوازل الصوتية.
- نفايات الإنتاج: وتتضمن هذه النفايات الملابس التي يتخلص منها الأفراد بدلًا من إصلاحها وإعادة تدويرها أو التبرع بها.
- النفايات الأخرى: وتتضمن هذه النفايات الأدوات التي تحتاجها المصانع لإنتاج الملابس؛ كالمصافي وأحزمة النقل وفوط التنظيف، إذ يتم التخلص منها حال اهترائها، وهذا يعد أمرًا لا بد منه في هذه الصناعة، لذلك أصبحت إعادة تدويرها مسؤولية مهمة على عاتق تلك المصانع.